خطبة جديدة وفريدة، بعنوان: (صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان) العقل البشري هو الرَّحم الشَّرعي للتناسل الفكري لعمارة الإنسان والحياة د/ أحمد علي سليمان

خطبة جديدة وفريدة، بعنوان: (صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان)

يظل العقل البشري هو الرَّحم الشَّرعي المستدام للتناسل الفكري لعمارة الإنسان والكون والحياة
بناء الإنسان من الصناعات الثقيلة التي تَفَرَّد فيها القرآن العظيم
للمفكر الإسلامي
الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

 11 جمادى الآخرة 1446هـ/ 13 ديسمبر 2024م

الحمد لله الذي نزَّل الفرقانَ على عبده ليكون للعالمين بشيرًا ونذيرًا، والصلاةُ والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وقدوةً للعابدين، سيدنا محمد (ﷺ) الذي جاءنا من ربه بالبينات والذكر الحكيم، وعلى آله وصحبه، ومَن سار على دربه إلى يوم الدين…
وأشهد أن لا إله إلا الله، ولي الصالحين، وقيوم السموات والأرضين.. وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا رسولُ الله، إمامُ المرسلين، وقائدُ الغرّ المحجلين..
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلُّ الكمالاتِ فيه.. وعلى آلِه وصحبِه وتابعيه..
فوالله ما أنجبت الدنيا مثلَ سيِّدِنَا محمدٍ (ﷺ)، وما فقدت الدنيا مثلَ سيِّدِنَا محمدٍ (ﷺ)، وأينما ذُكِر سيدنا محمد (ﷺ) حلَّت البركاتُ وتيسرت الصعوباتُ…
يـا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنـا * واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمًا أَبَدَا * عَلَى حَبِيبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
صلُّوا على سيدنا محمد وسلموا تسليما
اللهم رضّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا يا ربنا بأخلاقه العظيمة وحقق أمانينا بزيارته، وافتح أبواب رؤيته، ونيلَ شفاعته، يا رب العالمين… أما بعد
أيها المؤمنون:
جاء بنا ربنا إلى الدنيا لكي يُكمِّلَ بعضُنا بعضًا.. ويساعدَ بعضُنا بعضًا.. ويحترمَ بعضُنا بعضًا.. فاحترامنا لأنفسنِا ولغيرِنا هو احترام لصنعة الله تعالى؛ فالله خلقنا وصورنا في أحسن تقويم… وميزنا بمزيةٍ غايةٍ في التكريم والإجلال والإبداع وهي العقل.. ولقد رفع الله (عز وجل) مقامَ العقل أرفع المقامات، وجعله من أجلِّ نِعَمِه على بني الإنسان.

معنى العقل:

العَقْل: في اللغة مأخوذ من مادة “عَقَلَ”، التي تدل على المنع والحبس.
عَقْل: اسم معنى، وهو مَركزُ الفكرِ والفَهم والاستدلال.
عَقَلَ: فعل، يقال: عَقَلَ فلانٌ الأمرَ: أي فهمه، وأدركه.
عِقَال: اسم ذات، أي: جديلة من القطن أو الحرير أو الصوف تُلَفُّ على الكُوفِيَّة، وهو أيضا: حبل، رباط يُستعمل لربط الدواب، ومنه قول سيدنا أبي بكر الصديق (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) في مناعي الزكاة بعد وفاة النبي (ﷺ): “…واللَّهِ لو مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إلى رَسولِ اللَّهِ (ﷺ)…”، العِقَالُ: هو الحَبْلُ، وهي مُبالَغةٌ وحرصٌ شديدٌ منه (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)؛ للحفاظ على رُكن من أركان الإسلام، وهو الزكاة.
العقل أنواع:
* اَلْعَقْل اَلنَّظَرِيّ: القدرة التي تمكن الإنسان من التجريد واستنباط المعارف والعلوم. • اَلْعَقْل اَلْمُدَبِّر: العقل المفكر القائم على ترتيب أمرٍ ما لتنفيذه. • اَلْعَقْل اَلظَّاهِر: ما يكون به التفكير. • اَلْعَقْل اَلْبَاطِن: اللاشعور، هو مركز للعواطف والانفعالات ومخزن الذاكرة. • العَقْل التَحْلِيلِيّ: العقل الذي يفطن أجزاء الشيء ويحللها، خلافًا للعقل التركيبي الذي يفطن مجموع الشيء دون أجزائه ( ). وبالتالي فإن العقل يعني: التثبت في الأمور، وقيل: العقل هو التمييز الذي به يتميز الإنسان من سائر الحيوان. والعاقل الذي يحبس نفسه ويردها عن هواه. وسمي العقل عقلا: لأنه يعقل صاحبه أي يمنعه عن التورط والوقوع في الخطأ والمهالك( ). وهكذا فالعقل يُطلق على الربط والمنع، كعقل البعير، فسُمِّي به لأنه يربط صاحبه عن الخطأ.
العقل.. ذلكم الجهاز المعجز الناطق الدائم على جلال الله (تعالى):
العقل -أيها السادة- هو ذلكم الجهاز العجيب المعجز الذي منحه الله تعالى للإنسان، وميَّزه به عن سائر المخلوقات؛ ليكون بمثابة الموجه، والمحرك، والقائد له في جميع شؤونه؛ به يحول الصور والأصوات والأشكال والحركات إلى معانٍ ودلالات، وبه: يتأمل، ويتدبر، ويتفكر، ويتذكر، ويحلل، ويقارن، ويفند، ويؤيد، ويُركب، ويختار، ويقرر…
وبه يميز الخير من الشر، والهدى من الضلال.. وبه يحيا به الإنسان حياة طيبة، وأكرِم به من نعمة عظمى!.
يقول الإمام عليّ (رضي الله عنه):
إِنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ مُطَهَرةٌ * فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقلُ ثانيها
وَالعِلمُ ثالِثُها وَالحِلمُ رابِعَها * وَالجودُ خامِسُها والصدقُ ( ) ساديها
وَالبِرُّ سابِعُها وَالصَبرُ ثامِنُها * وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ باقيها
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها * وَلَستُ أَرْشُدُ إِلا حينَ أَعصيها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها * إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مَن يُعاديها
عَيناكَ قَد دَلَّتا عَيناي مِنكَ عَلى * أَشياءَ لَولاهُما ما كُنتَ تُبديها
مظاهر تكريم الله تعالى للعقل، ومِن ثَمَّ الإنسان:
حدود العقل.. ورحمات الله بالإنسان:
بصمات العقل والتفكير.. الثراء والإثراء:
أفكارُنا مُتغيِّرة ومُتبدِّلة:
التعدديةُ العقلية… تجربةً إنسانيَّة فريدة:

صناعة العقول:

هي عملية بناء القدرات الفكرية، والمهارات العقلية للأفراد؛ بهدف تمكينهم من مهارات التفكير العليا والتفكير النقدي، والإبداع، واتخاذ القرارات الحكيمة.
وصناعة العقول ركيزة أساسية في بناء الإنسان الصالح بمفهومه الشامل، وركيزة في بناء الأوطان.
وقد قدَّم الإسلام الحنيف أنموذجًا فريدًا لهذه الصناعة، حيث ركز على إعداد عقل الإنسان ليكون مبدعًا، حكيمًا، وملتزمًا بالقيم، مما جعله قادرًا على مواجهة التحديات على شتى المستويات وإحداث نهضة شاملة، من خلال منهج متكامل يجمع بين:
• التربية
• التعليم
• وغرس القيم الأخلاقية ومنها: القيم الحضارية، والقيم الدافعة للتقدم في الفكر الإسلامي.
القرآن وصياغة العقول وبناء الإنسان:
القرآن.. وتدريب العقول:
القرآن والتربية العقلية (البصرية والسمعية):
سبْقُ النَّبي في صناعة العقول وبناء الإنسان بابْتكارِ أرْقى الأساليبِ التَّربوية:
كيف نصنع العقول ونبني الإنسان في ضوء تعاليم الإسلام:
نماذجُ تَطبيقية:
النبي يسأل ليدرب العقول (قصة الشجرة التي امتدحها):
النبي(ﷺ) يرسخ الشورى يوم بدر باعتبارها من تجليات المخرجات العقلية:
قصة الإمام الشافعي واحترام عقول الآخرين:
قصة الأعرابي الذي استدل على وجود الله بالعقل:
العقل.. والتناسل الفكري
بين الجمود، والتناسل الفكري:
العقل البشري ومخاطر الذكاء الاصطناعي:
العقل.. عندما يغيب التوفيق للهداية:
الصحابي الذي أعمل عقله فهداه إلى الإسلام
رسالتي للمسلمين في كل مكان:

من هذا المقام المبارك أدعو إلى:

• تفعيل السبق القرآني العظيم في بناء شخصية المسلم روحيًّا وفكريًّا وعقليًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.
• توظيف التقنيات الحديثة في ترقية العقول وليس في إلغائها.
• احترام قيم العلم (البحث، والتأمل، والتوثيق، والكتابة، والموضوعية، والنزاهة، والحيادية، والتفكير المعمق، والعمل الجماعي، والشورى، والتنوع، واحترام المخالف).
• التركيز على غرس القيم الدافعة للتقدم في الفكر الإسلامي وعلى رأسها: قيم الإحسان والإتقان والبراعة في التفكير والتعبير وشتى الأعمال)..
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا. وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… وأقم الصلاة.
الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]

يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
https://www.facebook.com/drahmedalisoliman/